قبيلة توراجا: رحلة إلى عالم الموت والروحانية
![]() |
قبيلة توراجا |
تتداخل العادات والطقوس في قبيلة توراجا في مشهد رمزي يجمع بين الحزن، الاحترام، والتفاني، لتعكس تلك الطقوس العميقة مدى ترابط القبيلة بأصولها وثقافتها التي تشهد على تعاطف البشرية مع الموت والفراق.
هل تتخيل وجوه الأحبة المتقطعة بعد وفاتهم في مراسم الجنازة؟ هل تستطيع تخيل روحانية الصلاة التي تملأ الأجواء في تلك اللحظات المهمة؟
أغرب عادات قبيلة توراجا
تُعظم قبيلة توراجا الموت، من خلال الاحتفاظ بجسد المتوفى وتأخير عملية دفنه، فذلك يُعد جزءًا هامًا من احترام وتقدير المتوفي.
فمن عادات قبيلة توراجا الدفن في سرداب تحت الأرض، ووضعه جالسًا بملابسه التقليدية، لتظل الجثة لفترة من الزمن بتلك الوضع، بينما يجتمع الأهل والأصدقاء حول المتوفي ويقدمون العزاء والصلوات.
فبعد مرور فترة زمنية تُستخرج جثة المتوفى من السرداب لتغيير ملابسه وتنظيفها بالزيوت والعطور، للحفاظ على مظهر الجثة، إلى أن يتم تحضير مراسم المتوفي للجنازة.
بينما يُعد تقطيع وجوه المتوفي، واحدًا من أكثر الطقوس غرابة في قبيلة توراجا، فهم يقومون بشقوق أفقية على وجه المتوفى بعد وفاته، اعتقادًا منهم أن هذا يُساعد في فصل الروح عن الجسد وتسهيل عبورها إلى العالم الآخر.
طقوس جنازة قبيلة توراجا
تُعد طقوس الجنازة في قبيلة توراجا واحدة من أبرز التقاليد الدينية والاجتماعية في ثقافتهم، حيث تستمر مراسم الجنازة لعدة أيام.
فعند وفاة أحد أفراد القبيلة، يتم دعوة الأهل، الأصدقاء، والجيران لحضور مراسم الجنازة، التي تتضمن عدة فقرات مثل: الرقصات التقليدية، الأداءات الثقافية، الموسيقى التقليدية، وتقديم وجبات طعام للحضور وتناولها معًا في جو من التضامن والترابط الاجتماعي.
كما تحتوي مراسم الجنازة على مراسم تذكارية، صلوات دينية، وزيارات إلى قبر المتوفى لتقديم العبادة والتضرع، فتلك الطقوس تعكس كلًا من التراث الديني، الاجتماعي، عادات، وقيم قبيلة توراجا في التعامل مع الموت، الحزن، والفقدان.
الرقص في قبيلة توراجا
يُعد الرقص في قبيلة توراجا طقسًا تقليديًا، يتم تنفيذه في مراسم الجنازة، حيث يقوم مجموعة من الذكور بأداء رقصات غريبة ومعقدة تعكس الحزن، الحماس، والعزاء، فمن تلك الرقصات المشهورة بالقبيلة:
رقص الفاندي:
فقبيلة توراجا تحمل في طايتها أغرب التقاليد التي تُعبرعن عمق الرواحنية، لتتركنا أمام تساؤلات كثيرة، هل تُعد طريقة القبيلة في التعبيرعن الحزن نموذجًا يستحق الاقتداء به والتأمل فيه؟ لنتوقف عند تلك الطقوس العميقة، ونحاول استيعاب ما ترمز إليه من قيم وتعاليم، فقد تكون مفتاحًا لفهم أعمق للحياة والموت.
إرسال تعليق